التوجيهي الجديد في الأردن: رؤية تربوية جديدة ومسارات متعددة للمستقبل

التوجيهي الجديد في الأردن

مقدمة

 التوجيهي الجديد في الأردن ليس مجرد تعديل على امتحان نهائي أو توزيع درجات. بل هو نقلة تربوية وفلسفية شاملة تعكس تحوّلًا في طريقة الدولة في التعامل مع التعليم الثانوي، ومع الطالب كمحور أساسي في العملية التعليمية.

النظام الجديد يستند إلى مبدأ أن التعليم ليس اختبارًا نهائيًا، بل عملية بناء معرفي وتكويني مستمرين. لهذا جاء هيكل التوجيهي الجديد موزعًا على عامين دراسيين، مع حرية أكاديمية للطالب في اختيار “حقله التعليمي”، ومسارين رئيسيين (أكاديمي ومهني)، ضمن بيئة تربوية تتكامل فيها التكنولوجيا مع المعلم والمنهاج والطالب.

المساران الرئيسيان: الأكاديمي والمهني

المسار الأكاديمي

هو المسار الأكثر شيوعًا، ويؤهل الطالب للالتحاق بالجامعات. يعتمد على:

  • تقييم متدرج: 30% من المعدل النهائي في الصف العاشر، و70% في الصف الثاني عشر.

  • امتحانات وزارية محوسبة.

  • اختيار حقل تعليمي من بين عدة حقول يتم بناء الدراسة عليها في الصف الثاني عشر.

المسار المهني (BTEC)

يخاطب الطلاب الذين يفضلون التعلم التطبيقي والعملي:

  • يمتد على ثلاث سنوات (يبدأ من الصف 10).

  • لا يتضمن امتحانات نهائية تقليدية.

  • يعتمد على المشاريع، التقارير، والتقييم المستمر.

  • يمنح شهادة معترف بها تؤهل للانخراط في سوق العمل أو التعليم التقني.

هذا التنوع في المسارات يمنح النظام مرونة تربوية، ويعيد الاعتبار للتعليم المهني بوصفه طريقًا متكافئًا وليس بديلًا.

الحقول التعليمية: أدوات التخصص المبكر

في نهاية الصف العاشر، يُطلب من الطالب اختيار حقل من بين عدة حقول، هي:

الحقل المواد الوزارية المقترحة التخصصات المستقبلية المحتملة
الصحي أحياء، كيمياء، فيزياء/رياضيات، إنجليزي متقدم الطب، الصيدلة، التمريض
الهندسي رياضيات، فيزياء، كيمياء، إنجليزي متقدم الهندسة بفروعها، علوم الحاسوب
العلوم والتكنولوجيا رياضيات، مهارات رقمية، علوم حاسوب، إنجليزي متقدم الذكاء الاصطناعي، البيانات، الشبكات
اللغات والعلوم الاجتماعية عربي، تاريخ، إنجليزي، ثقافة إسلامية الحقوق، الإعلام، العلوم السياسية
القانون والعلوم الشرعية ثقافة إسلامية، عربي، تاريخ الأردن، مادة شرعية القضاء، الدراسات الإسلامية، القانون
الأعمال رياضيات، محاسبة، مبادئ إدارة، اقتصاد إدارة الأعمال، المحاسبة، التسويق
 

اختيار الحقل لا يُجبر الطالب على مسار جامعي معين، ولكنه يُعزز التهيئة الأكاديمية للمرحلة الجامعية، ويساعده في اكتشاف ميوله وقدراته باكرًا.

لماذا هذا التغيير؟

هذا التحول لم يكن عشوائيًا، بل جاء استجابة لمشكلات تراكمت لسنوات:

  • الضغط النفسي المفرط المرتبط بامتحان واحد يحدد مصير الطالب.

  • محدودية التخصصات في النظام القديم (علمي/أدبي/شرعي).

  • الانفصال بين التعليم الثانوي والجامعي أو المهني.

  • غياب العدالة في التصحيح التقليدي.

  • تأخر دمج المهارات الرقمية والتفكير النقدي في المناهج.

ولهذا، جاء التوجيهي الجديد بمفاهيم جديدة: التقييم المستمر، التخصص المبكر، ودمج التكنولوجيا في كل مرحلة من مراحل التعليم.

التكنولوجيا كأداة للعدالة التعليمية

نجاح التوجيهي الجديد لا يمكن أن يتم بدون بنية تقنية قوية. فالمناهج الرقمية، وبنك الأسئلة الإلكتروني، والامتحانات المحوسبة، وتحليل الأداء، جميعها تحتاج إلى نظام إدارة تعليم متكامل يدير كل هذه العمليات بسلاسة وأمان.

كيف تدعم الأنظمة الرقمية هذا التحول؟

  • إدارة الامتحانات إلكترونيًا: من خلال بنك أسئلة متنوع وموزون.

  • تحليل نتائج الطلبة: لرسم مؤشرات التقدم والضعف.

  • اقتراح الحقول الأنسب: استنادًا إلى أداء الصف 10.

  • إشراك أولياء الأمور: من خلال بوابات التواصل الفوري ومتابعة التقييمات.

ربط واقعي: نظام المزن لإدارة التعليم (Mozon Education (Medu

ضمن هذا السياق، يمكن الإشارة إلى أن بعض المؤسسات التعليمية في الأردن بدأت بالفعل بتطبيق أنظمة رقمية تساعدها على التكيف مع التوجيهي الجديد.

من أبرز هذه الأنظمة نظام المزن لإدارة التعليم، الذي يقدم حلولًا تقنية متكاملة لإدارة:

  • الجداول والصفوف.

  • التقييمات المحوسبة.

  • سجلات الغياب والتأخير.

  • تحليل الأداء الأكاديمي.

  • الربط مع أولياء الأمور والمعلمين.

الأنظمة من هذا النوع لم تعد ترفًا، بل شرطًا لنجاح التحول التربوي، خاصة عندما يكون التعليم مبنيًا على التقييم التراكمي والتحليل الذكي.

العدالة من خلال التكنولوجيا

التصحيح الإلكتروني، وتوزيع الأسئلة عشوائيًا، ومنع التلاعب في النتائج، كلها أدوات أساسية تضمن عدالة الامتحان. لم يعد مصير الطالب بيد مصحّح واحد، بل بيد خوارزميات ومؤشرات تقيّم الفهم وليس الحفظ.

ومن هنا تبرز الحاجة إلى:

  • تدريب المعلمين على التكنولوجيا.

  • دعم المدارس في تطوير بنيتها التحتية.

  • إشراك أولياء الأمور في متابعة رحلة أبنائهم من خلال منصات ذكية.

التحديات التي يجب مواجهتها

التحدي الحل
ضعف البنية التحتية التقنية توفير دعم لوجستي وتمويل للمدارس
مقاومة التغيير من بعض المعلمين برامج تدريب وتحفيز وتغيير ثقافة
الخلط بين المسارات الأكاديمية والمهنية توعية أسرية ومجتمعية بأن المهني ليس أقل قيمة
محدودية فهم الطلاب لاختيار الحقول تمكين دور المرشد التربوي وتفعيل أدوات الإرشاد المبكر
 

التوجيهي الجديد كقضية وطنية

نظام التوجيهي الجديد ليس شأنًا تربويًا فقط، بل هو مشروع وطني يعكس:

  • فلسفة الدولة في الاستثمار بالعقل الأردني.

  • رغبة حقيقية في اللحاق بالأنظمة العالمية.

  • وعي متنامٍ بضرورة إدماج التكنولوجيا في التعليم.

هذا التغيير يتطلب من جميع الأطراف—الوزارة، المعلم، الطالب، ولي الأمر، والشركات التقنية—العمل بتناغم وتكامل، لبناء بيئة تعليمية مرنة، عادلة، ومواكبة لمتطلبات الحاضر والمستقبل.

الخاتمة

إن التوجيهي الجديد ليس مجرد نهاية مرحلة دراسية، بل هو بداية لثقافة تربوية مختلفة. ثقافة تُعلي من شأن الخيارات، تمنح الطالب صوتًا، وترفع المعلم إلى مكانته الحقيقية كموجّه لا مجرد ناقل.

وبالاستعانة بأنظمة إدارة تعليم رقمية متطورة مثل نظام المزن لإدارة التعليم، يصبح هذا التحول أكثر قابلية للتنفيذ، وأكثر عدالة في نتائجه، وأكثر واقعية في تطبيقه.

ويبقى التحدي الأكبر: هل نحن مستعدون — كلٌّ من موقعه — لأن نكون جزءًا من هذا التحول؟ وهل نمتلك الإرادة لنُنجح هذه الرؤية لا بوصفها خطة وزارة، بل مشروع أمة؟

تواصل معنا الآن!

تواصل معنا اليوم لتكتشف كيف يمكن لـ شركة المزن تسريع عملياتك وتحسين الدقة وضمان الامتثال لنظام الفوترة الوطني.